ينطلق هذا البحث من واقعة التعدّد اللغوي التي تدفع إلى التواصل. وكلّ تواصل هو ترجمة تسعى إلى ردم الهوّة بين المتباعدين. وما إن تتواصل لغتان حتى تترك كلّ واحدة منهما بصماتها على الأخرى، اقتراضًا وتوليدًا.غير أنه إذا ما كان للترجمة مثل هذا الوجه الإيجابي المجدِّد الذي يطوّر اللغة العربية هنا، فإن لها أيضًا عللها أو قفاها السلبي الذي يتجلى في ظواهر مثل زيادة المقترضات زيادة مفرطة، وفوضى التوليد المصطلحي، والتعدّد الدلالي، والاشتراك اللفظي... إلخ. وإذا ما كانت الترجمة العربية القديمة قد اقتصرت في اقتراضها على ما يُدعى العلوم الصحيحة، كالطب والكيمياء وغيرهما، من دون أن تقترض أيّ شيء تقريبًا على صعيد العلوم الإنسانية فإن المقترضات في كلّ مكان، وفي كلّ باب في الترجمة الحديثة.