في سبيل
إظهار حال اللغة العربية في أوّل مشروع تفاعُل بينها وبين لغات المركزية الأوروبية
الوافدة، قُسِمَ البحث إلى ثلاثة أقسام مستقاة من ثلاث مراحل متداخلة تُعبِّر عنها
نصوص روّاد النهضة العربية الحديثة. هذه المراحل هي: الانبهار بالآخر كما يبدو عند
عبد الرحمن الجبرتي في كتابه عجائب الآثار في التراجِم والأخبار؛ تقليد الآخر كما يبدو
عند الطهطاوي في كتابه تخليص الإبريز
في تلخيص باريز؛ البدء بإعادة بناء الهوية عبر تحديث السلسلة الثقافية العربية كما
يبدو في مشروع التنوير الثاني الذي أسَّسه طه حُسين، ومظاهره المستمرّة إلى أيامنا
الحاضرة. هكذا، سوف نُبيِّن، بدليل التحليل النصّي، كيف تقترب أُسس الترجمة
ومعاييرها من الاستقرار النظري الذي يتيح للغة العربية الحديثة أن تواكِب العصر بتكامُل أساليبها في التسمية والتعبير، وأن تكون لُغة أدب وعلم
وتعليم على حدٍّ سواء