من مقاصد هذه الورقة تنزيل العنف في سياقاته المختلفة، والبحث عن المعقوليات التي تشرعنه، تمهيدًا للتركيز على سلوك عنفي بعينه، وهو قطع الرؤوس. وكان الدافع إلى ذلك هو ما بدا لنا من قلّةٍ لافتة في الدراسات الأكاديمية المنشغلة بهذه الممارسة. وتطمح الورقة في هذا الإطار إلى تشريح خطاب قطع الرؤوس وتفكيك بنيته ومحاوَرة أسانيده المرجعية، وترغبُ كذلك في الظفر بالمعوّقات المعرفية التي تمنع إنتاج قراءة إبداعية وتشجّع على الاستسلام لمفاعيل القراءة الإحيائية. ومن المقاصد أيضًا محاولة التفكير في مقدّمات ربما تصلح للمساعدة في صوغ ملامح استراتيجيا ثقافية ذات نزوع كوني نحو أنسنة القيم وتعميمها والعدل في توزيعها. هذا كله يجري في ما يلي معالجته في سياق إشكالية وثلاثة محاور؟ فأمّا الإشكالية، فتطرح السؤال الرئيسي: كيف يمكن فهم "ثقافة النحر" وحرفة قطع الرؤوس لدى بعض الجماعات المقاتلة؟ ثم الأسئلة المتفرعة التالية: ما هي الأسانيد التأويلية المعتمدة؟ وما مدى معقوليتها؟ وما انعكاساتها على العلاقات بين الثقافات والأمم؟ وأي استراتيجيا لصناعة "ثقافة الحياة"؟ وأمّا المحاور الثلاثة، فهي: جينالوجيا العنف (مقاربة أنثروبولوجية – تاريخية)؛ قطع الرؤوس (بحث في السند والوظيفة)؛ ثقافة النحر(فساد في التأويل وجناية على الإنسان).