الاعتراف وسؤال الهوية عند أكسل هونيث

​الغرض من هذا البحث دراسة العلاقة بين مفهومَي الاعتراف والهوية عند أكسل هونيث. لقد عمل هذا الأخير في كتابه الأساسي الموسوم ﺑالصراع من أجل الاعتراف على إعادة بناء التجربة الاجتماعية والثقافية والسياسية انطلاقًا من أشكال الاعتراف التذاوتي، التي يعتبرها مؤسِّسة للهوية الشخصية. وذلك حتى تحقق الذاتُ وجودها. ومن أجل تحقيق هذا المطلب، أعاد هونيث إدماج مختلف أشكال الصراعات الاجـتماعية، وأنماط التجارب الأخلاقية المعيشة، ضمن ما يسمى بـ "النموذج المعياري" للاعتراف المتبادل. غير أنّ عملية تكوين الهوية أمر يتوقف على عمليات التفاعل التذاوتي التي تجري بين الفرد والآخرين، وما يتضمنه هذا التفاعل من أشكال أو نماذج للتفاعل الاجتماعي والثقافي والرمزي، وبخاصة الحب والحق والتضامن، حيث يكتسب الفردُ وعيه بذاته وهويته، وكيفية تحقيقها من خلال اعتراف الآخرين. لهذا السبب يفترض التذاوت دائمًا تجربة الآخر. ومن هنا، لا يمكن تحقيق ذواتنا وهويتنا، من وجهة نظر هونيث، إلا من خلال تجاوز مختلف أشكال نكران الاعتراف والاحتقار والإذلال واللامرئية الاجتماعية، التي تهدّد هويتنا.

حمّل المادة حمّل العدد كاملا الإشتراك لمدة سنة

ملخص

زيادة حجم الخط

​الغرض من هذا البحث دراسة العلاقة بين مفهومَي الاعتراف والهوية عند أكسل هونيث. لقد عمل هذا الأخير في كتابه الأساسي الموسوم ﺑالصراع من أجل الاعتراف على إعادة بناء التجربة الاجتماعية والثقافية والسياسية انطلاقًا من أشكال الاعتراف التذاوتي، التي يعتبرها مؤسِّسة للهوية الشخصية. وذلك حتى تحقق الذاتُ وجودها. ومن أجل تحقيق هذا المطلب، أعاد هونيث إدماج مختلف أشكال الصراعات الاجـتماعية، وأنماط التجارب الأخلاقية المعيشة، ضمن ما يسمى بـ "النموذج المعياري" للاعتراف المتبادل. غير أنّ عملية تكوين الهوية أمر يتوقف على عمليات التفاعل التذاوتي التي تجري بين الفرد والآخرين، وما يتضمنه هذا التفاعل من أشكال أو نماذج للتفاعل الاجتماعي والثقافي والرمزي، وبخاصة الحب والحق والتضامن، حيث يكتسب الفردُ وعيه بذاته وهويته، وكيفية تحقيقها من خلال اعتراف الآخرين. لهذا السبب يفترض التذاوت دائمًا تجربة الآخر. ومن هنا، لا يمكن تحقيق ذواتنا وهويتنا، من وجهة نظر هونيث، إلا من خلال تجاوز مختلف أشكال نكران الاعتراف والاحتقار والإذلال واللامرئية الاجتماعية، التي تهدّد هويتنا.

المراجع