قيل عن فرانكو موريتي إنّه ذلك الطائر النادر، وربما الفريد؛ فهو ناقدٌ أدبي متمكّن نظريًا أشدّ التمكّن، وذوّاقةُ كتب وأفكار مرهفة، وكاتبٌ ممتعٌ، و طريفٌ حين يريد، فضلًا عن كونه أحد حَفَظَةِ ما عُرِفَ عن اليسار من وَلَعٍ بالعلم، من دون تفاخرٍ أو ادّعاء، بل بتواضع جمٍّ، يظهر واضحًا في كتابته ذاتها، مع أنَّ قلّةً فحسب هي التي أثارت ما أثاره من اهتمام مردّه إلى أنّه لم يَقُم في مجمل أعماله إلى الآن بأقلّ من إعادة النظر في الطريقة التي نتحدّث بها عن الأدب.