في داخل كلٍّ منّا روائي يتوق إلى رواية القصص. ومتعة القصّ لدى بعضهم تفوق لذّة الاستماع. كما أن لدى كلٍّ منّا رواية واحدة على الأقل جاهزة للكتابة، هي روايته الشخصية، هذا إذا لم يشأ انتحال قصص الآخرين، مسجِّلًا بذلك انتسابه إلى عالم الرواية؛ عالمٌ سيفرض عليه قواعد هو تقنياته التي لا مفرّ من الانصياع لها، أكانت مرنة أم قاسية. ذلك أنَّ تراث الرواية لا يمكن تجاهله.والرواية تتطلب من التكثيف ما يختزل الزمان الأصلي، وتبديد مسافات من آلاف الكيلومترات، فلا تتقيّد بالدقة في التنقّل بين الأزمنة والأمكنة، إذ إن التحرك من مكان إلى آخر لا يحتاج إلى وسائل مواصلات قديمة أو حديثة، فللرواية وسائلها التي تمكّنها من اجتياز المحيطات ببضع كلمات.