الدلالة غرضُ العلوم الإنسانية، أوعَت ذلك أم لم تعِه. وعليه، فمن الملائم أن تُستخلَص جميع الدروس من التأويلية، بوصفها علم التفسير. ولئن تعلّق الأمر بالنصوص أو بالسلوكات، فالتفسير يستخدم الطرائق أو يواجه الصعوبات نفسها. والحال أن تاريخ التأويلية أوضح على التوالي الأبعاد شتى التي تشكّل الوقائع الرمزية، وهي غرض التفسير :المستوى المحايد للتشكيلات النصّية، والمستوى الشعري لاستراتيجيات الإنتاج، والمستوى الجمالي لاستراتيجيات التلقّي. فالتأويلية سيميائية، لكنّ السيميائية تأويلية هي أيضًا،و عليهما أن تنصِهرا معًا داخل نظرية من الأشكال الرمزية المستلهَمة من بيرسي، والتي من شأنها وحدها أن تتجاوز الإحراجات التقليدية للتأويلية وشكوك السيميائية.