تطرقت هذه الدراسة، من أجل استجلاء مفهوم العلامة لدى هوبس، إلى الأنظمة الأساسية فيفكره الفلسفي: خطاب الحس، وخطاب الذهن، وخطاب الكلام، التي تبدو متعاضدة في بناء اللحظة المعرفية، ومنها المعرفة الخاصَّة بالعلامة. ومع أن هوبس لم يستخدم مصطلح سيميوطيقا كما سيفعل بعده جون لوك، فإنه أشرك العلامة بمباحث الحس والذهن والعقل والعاطفة، وفتح بذلك أبواب الفلسفة لمبحث العلامة وتمكّن من قراءة الجوانب المرئية للعلامات من خلال العالم المحسوس، وقراءة جوانبها الذهنية من خلال العالم المعقول، وقراءة جوانبها الأهوائية من خلال عالم الشعور.