رأى سكروتن في هذا الكتاب أنّ الليبرالية بنزعتها الفردانية تمثّل تهديدًا لهذه المؤسسات التي يستمدّ منها الأفراد العناصر المكوّنة لهويّتهم الشخصيّة، وتمنح للجماعة لُحمة وتماسكًا. وقد استقى سكروتن حججه، في هذه المرحلة من تفكيره، من هيغل وأدموند بيرك وهوبز وآدم سميث ومن الفرنسي جوزف دي ماستر. غير أنه أخذ بعد ذلك، وعلى وجه خاص في الكتاب الذي أصدره سنة 2007 بعنوان فلسفة سياسية، حجج لصالح المذهب المحافظ ، في تعديل موقفه تجاه الليبرالية، وفق الصيغة التي دافع بها عنها هايك، وتلطيف حدّة نقده للآثار الناجمة عن سياساتها على المؤسسات التقليديّة للمجتمع.