حاولت هذه الدراسة البحث في مسألة الاستبداد السياسي والاستبداد الديني، من خلال رصد أهم تجليات نقدهما المتطابق لدى علمين من أعلام الفكر العربي الحديث (الكواكبي، وعبد الرازق). كان المبتغى هو استجلاء الميسم النقدي المتطابق لديهما على عدة أوجه على الرغم من التباينات بينهما، إذ كان الهدف من نقد الاستبداد بصورتيه هو نقد السياسة من داخل مجالها وبآلياتها من جهة، ومن جهة ثانية، كان سعيهما حثيثًا لزرع بذور فكر متحرر إلى حدٍ كبير، بغية فك الارتباط الماهوي والمصالحي بين المجالين: السياسي والديني، في أفق إعادة التأسيس للعلاقة بينهما وفقًا لتصور عقلاني حديث.