تسعى هذه الورقة إلى تقديم مقاربة جديدة لنشأة الحركات الجهادية عموما وتنظيم داعش خصوصا تختلف عما هو سائد في الأدبيات العربية والغربية والتي عادة ما تربط دوافع نشأة هذه الحركات بالعودة إلى الماضي ونماذج الحكم التي كانت سائدة في القرون الوسطى. تفترض الدراسة أن مصطلح الدولة الإسلاميّة نشأ في إطار الاشتباك الإسلامي مع الحداثة والدولة الحديثة، وبأنه في تعريفه الإجرائي لا يغدو عن كونه محاولة لأسلمة الدولة الحديثة. وعليه، فإن الحركات الجهادية التي تلقفت هذه المصطلح وكأنه مقابل مضاد للدولة الحديثة أنتجت مشروعا في سياق الحداثة والدولة الحديثة يختلف جذريا عما تصبو إليه، وقد برز ذلك عيانا في تجارب نسميها مجازا "دولتية "كما هو الحال مع تجربة طالبان في أفغانستان، وتجربة داعش حاليا.