حاول الكاتب في هذا البحث تجريب نموذج نظري على الخطاب السياسي المغربي، في ما يتعلق بتيمة العنف فيه؛ نموذج يستنبط تصورًا جديدًا للغة ويحوّلها من مجرد أداة لنقل معلومات من المتكلم إلى المستمع/ من القائد السياسي إلى الجمهور، إلى وسيلة للتأثير في مواقف المخاطب واعتقاداته، ودفعه إلى اتخاذ أنماط سلوكية معينة تقتضيها صيغ التخاطب المستعملة وفق مجموعة من المبادئ والقواعد المتعارف عليها في بيئة المخاطبين ومجالهم التداولي. وهكذا، تصبح عملية التخاطب اللغوي في الخطاب السياسي المغربي في حقيقتها، إنجازًا لأفعال لا مجرد عملية تكلم أو نقلٍ للواقع أو التصورات عبر الجمل أو الملفوظات اللغوية.