إن ما يثير حقيقة في صناعة مشاهد العنف كونها الأسهل انتشارًا، ولا تتطلب جهدًا كما في قراءة النصوص والأحاديث؛ إذ إنها أصبحت إحدى أبرز الوسائل لتجنيد الشباب الذين يسهل التغرير بهم تحت وطأة مشاهد متكررة تثير عواطفهم، وتهيئ لغسل أدمغتهم والسيطرة على تفكيرهم ووجدانهم. ظهر ذلك من خلال تكرار حوادث ذبح الأطفال لأشقائهم الرضّع بعد مشاهدتهم مناظر ذبح، كذلك حوادث الأطفال الذين حاولوا تقليد مشاهد الانتحار بخنق أنفسهم، أو تطبيق ما تعلّموه من مشاهد القتال. وهنا تكمن الخطورة عند الإدمان على مشاهدة مقاطع العنف الوصول إلى مرحلة لا يكتفي فيها بالمشاهدة، بل يبحث عن التطبيق والتماهي مع سلوكيات العنف والقتل.