انطلاقًا من مقولة سارتر الشهيرة «الغير هو الوسيط الذي لا غنى عنه لمعرفة ذاتي وباعتبار الرحلة انتقالً إلى مجال الغير وثقافته، فإن أنا الرحالة لا تتجلى و لا تتحقق إلا باللقاء مع الغير؛ إذ ليست لدى الرحالة ،أيضًا، سوى إمكانية وحيدة ليتعرف إلى ذاته، ويتحقق ذلك عبر نظرة الغير إليه ونظرته إلى الغير؛ فال «هناك » ليست كفضاء بعيد وإنما كخارج الذات هناك حيث يتم اللقاء مع الغير عبر الخروج من الذات لفهم الغير في اختلافه، وأيضًا لفهم الأنا. وحتى نتمكن من الكشف عن ذواتنا وذوات الآخرين وعبر الحوار، يمكن أن نفتح إمكانات قبول الاختلاف.