حينما أقرّ جان غروندان Jean Grondin على منوال هانس جورج غادامير بأن التأويل فرض نفسه مبحثًا عالميًا، وكل الميادين المعرفية الأخرى هي شكل من أشكال التأويل، فلأنه أدرك أن التأويل هو إجراء منهجي قابل للتطبيق على عدة حقول ― العلم، والتاريخ، والدين، والقانون بالنظر في طبيعة القوانين والتشريعات والعلاقة الجدلية بين القاعدة العامّة وتطبيقاتها الخاصة ... إلخ. ولما كانت التأويلية القانونية هي موضوع دراستنا، فإنّ أعمال غادامير، وخصوصًا كتابه العمدة الحقيقة والمنهج، تنخرط في هذه العالمية: كيف قرأ غادامير فلسفة القانون في عصره؟ وماذا أضافت فلسفته التأويلية في هذا المضمار؟ وهل استطاع مجاوزة النزوع العلموي الذي هيمن على الممارسة التشريعية والقانونية ذاتها؟ وأخيرًا، نرى الروابط بين التأويلية القانونية والفلسفة العملية في إطار نظرية فلسفية عن الفعل البشري.