القراءة الديكولونيالية لحالة ما بعد الأسلمة: من حركة الإصلاح الديني إلى ظاهرة إسلام السوق

المجلد 13|العدد 50| خريف 2024 |دراسات

ملخص

​تتناول هذه الدراسة قراءة نقدية من خلال زاوية نظر تيار الديكولونيالية للتحولات السياسية والثقافية للإسلام السياسي في مرحلة ما بعد الأسلمة، وذلك من خلال تناول ظاهرة إسلام السوق، كما عالجها من زاوية نقدية، في البدء، الباحث في علم اجتماع الدين باتريك هاينيPatrick Haenni. وترصد الاستتباعات الإبستيمولوجية لهذا النقد بناءً على منهجية العلوم الاجتماعية والإنسانية، وتبيّن أنّ هذا النقد يفرض تصوّرًا جديدًا للعلاقة بين الأخلاق الإسلامية والأخلاق الحداثية وما بعد الحداثية، التي ترتبط ارتباطًا قويًّا بقيم "المناجمنت". وهي علاقة يتضمّنها موقف إبستيمولوجي طريف، أشار إليها على نحو عميق براين تورنار في نصه النقدي لموقف ماكس فيبر Max Weber (1864–1920)، تجاه الأخلاق الإسلامية، ولموقف حركة الإصلاح الديني (الإسلامية) أيضًا التي دشّنها جمال الدين الأفغاني (1838–1897) ومحمد عبده (1849–1905). يقرّ هذا الموقف بالأهمية القصوى لفهم التحوّلات على مستوى القيم والممارسة والخطاب من خلال فهم العلاقة بين هذه التحوّلات والجانب الكولونيالي الهيمني الذي تفرضه منظومة قيم الحداثة، سواء تعلّق الأمر بقيم إبستيمية أو إيتيقية. ويفرض هذا الموقف مراجعة التصوّر الضمني الذي يُقرّ بالتطابق، أو عدم التصادم، بين الأخلاق الإسلامية والأخلاق الحداثية، لكنها مراجعة تقف على النقيض من الموقف الاستشراقي الذي يميّز بين المنظومتين ويُسقط أحكامه المعيارية الأورو-مركزية، فيوظّفها حجّةً لإثبات تخلّف الأخلاق الإسلامية. وتحاول الدراسة أيضًا رصد الصعوبات المنهجية التي تحول دون تدارك العلوم الإنسانية في العالم العربي للمواقف الأورو-مركزية تجاه القيم الأخلاقية الإسلامية. وتحاول تسليط الضوء على التحدي الفلسفي على مستوى القيم الأخلاقية الدينية، حيث يتجلّى هذا التحدي في الكيفية التي يمكن أن يقترحها النموذج الإسلامي في الأخلاق في عصر أصبح سمةً للسيولة (وهي حالة يوصّفها تيار ما بعد الحداثة) والفردانية وتحقيق الذات خارج أشكال التذوّت كلها التي تخلق حدودًا صلبة.

حمّل المادة حمّل العدد كاملا اقتباس/ إحالة الإشتراك لمدة سنة اقتباس/ إحالة

باحث دكتوراه في الفلسفة، تونس.

× اقتباس/ إحالة
المركز العربي
هارفارد
APA
شيكاغو