هذه الدراسة تحليل نقدي لمشروع طه عبد الرحمن الفكري، وقد قُسمت إلى ستة أقسام. في القسم الأول حددت المسلمات الخمس الأساسية التي بنى عليها عبد الرحمن مشروعه الفكري، وحددت ماهية منهجه وركائزه السبعة. وفي القسم الثاني تناولت العلاقة بين الدين والسياسة في مشروعه، وكيف جرى تديين السياسة أو تسييس الدين، والمماهاة بينهما لمصلحة الدين التزكوي. أما في القسم الثالث، فتناولت العلاقة بين الدين والأخلاق وكيف جرى تديين الأخلاق أو تخليق الدين، وتحويل الأخلاق إلى مجرد مذهب في التصوف. وأما في القسم الرابع، فتناولت الدور السياسي للتصوف وكيف أنه يعتمد المشروع على "الأقطاب الصوفية" لتصحيح العلاقة بين المسلمين ودينهم، وذلك على الضد من الدور الذي يعطيه الإخوان المسلمون والسلفية للفقهاء، على الرغم من اتفاقه معهم من حيث مركزية فكرة "الوسيط"، وهي فكرة أتى الإسلام بضدها. وفي القسم الخامس تناولت ما أسميته "عبودية المنطق للعلوم الدينية"، والتناقضات التي تعتري استخدام عبد الرحمن للمنطق ومناهجه. ثم تناولت الدراسة في القسم السادس تناقضات نقده للحداثة الغربية من حيث إنه يقوم على اللعب بين ما هو كائن وما ينبغي أن يكون، وأنه نقد غير أصيل لأنه مستمد من نقد الحداثة لنفسها، وليس من تطبيق مذهبه الديني على الحداثة الغربية كما توحي بعض كتبه. وقد ختمت كل قسم بنقد يُوضح تناقضات المشروع في كل نقطه تناولتها، والغايات السياسية التي تقف وراء الأفكار التي يطرحها.