تعالج هذه الدراسة تلقّي فكر ابن رشد في المشرق الإسلامي، حيث حظي باحتفاء وتوظيف من قِبَل المتكلم الحنبلي تقي الدين بن تيمية الذي استدعى العدة الفلسفية لابن رشد، من أجل الرد على بعض الأفكار الكلامية الأشعرية لفخر الدين الرازي، خصوصًا نفي هذا الأخير لصفة الجسمية عن الذات الإلهية. اقتصرت هذه الدراسة على حضور ابن رشد عند ابن تيمية من خلال عملين مهمين هما بيان تلبيس الجهمية، ودرء تعارض العقل والنقل. كما أنها سلطت الضوء على أن ابن تيمية كان ينقل من نسختين لكتاب الكشف عن مناهج الأدلة لابن رشد، وأنه كان يختار بعناية، النسخةَ التي تهدف إلى مقصده، كما سلط هذا العمل الضوء على الأسباب التي جعلت ابن تيمية يهتم بفيلسوف قرطبة.