تسلط هذه الدراسة الضوء على كيفية استيعاب أفكار لودفيغ فيتغنشتاين لدى كارل أوتو آپِل ويورغن هابرماس اللذين يتمسكان بعقلانية كونية، تتجاوز حدود اللعبة اللغوية الفتغنشتاينية، وتقوم على أساسها في آن معًا. ينهل الفيلسوفان من أفكار فيتغنشتاين كثيرًا في نقده لنماذج التفكير الفلسفي التراثية، لمفهومَي "النظر" و"الذات"، واللذين تَكَرَّسا تدريجًا في محطات كبرى في تاريخ الفلسفة. يحاول فيتغنشتاين الشاب التعامل مع مشكلات هذه النماذج قبل أن يتخلى عنها جذريًا لصالح البعد التداولي العملي، متجسدًا في "ألعاب اللغة". ويشاطر الفيلسوفان الألمانيان فيتغنشتاين هذه الانعطافة البراغماتية، غير أنهما يريان فيها طريقًا جديدًا نحو تأسيسٍ لعقلانية كونية، وذلك على عكس ما قصد إليه فيتغنشتاين وأغلب تلامذته وقرّائه.