يرصد روبرت يونغ في هذا المقال الأجواء السياسية والثقافية والفكرية التي كتب فيها هومي بابا موقع الثقافة في لندن في الثمانينيات وأوائل التسعينيات من القرن الماضي. ويقدم يونغ بابا بوصفه مترجمًا ثقافيا للمنظور ما بعد الكولونيالي؛ إذ يربط بين الحقائق والأفكار والتمثيلات الاستعمارية على نحو ملحٍ، للتعبير عن مخاوف المجتمع المعاصر من خلال استعمال مفاهيم مثل "الهُجنة" و"الفضاء الثالث". إلا أن هومي بابا - بحسب يونغ - يُغيب، بربطه بين الترجمة الثقافية والتجديف من خلال دفاعه عن سلمان رشدي، واقعَ المسلمين عامةً، والأقلية المسلمة في بريطانيا خاصةً، والتي رفضت السياسات الثقافية للمراكز الكبرى في الغرب. ويخلص يونغ إلى أن كتاب موقع الثقافة قد نجح في تحديه للأفكار المعيارية للحداثة الغربية، إلا أنه خلق تحديات أكثر راديكالية في مواجهتها.