إن تاريخ الفلسفة مثل نهر هيراقليطس دائم الجريان، تتغير مياهه باستمرار، وفي ذلك دلالة على حيوية الفلسفة وفاعليتها والتزامها بقضايا عصرها. والشخصانية جزء من هذا التاريخ، انبثقت ردة فعل على الأزمة الروحية والسياسية التي ألمّت بالمجتمعات الأوروبية، ومسّت الإنسان في كينونته وحضوره في العالم. ومنذ نشأتها ثم تطورها فيما بعد من خلال أعمال إيمانويل مونيي، إلى الشخصانية التي أصبحت موضوع قراءات مختلفة ومراجعات مستمرة قام بها عديد الفلاسفة. ويعد بول ريكور من أوائل الذين اعتنوا بالتراث الشخصاني نقدًا وتأويلًا من أجل الكشف عن طبيعته وأصوله ومقاصده.