تُديرُ هذه الورقة إشكاليّتَها على التساؤل عن الإمكانات التي ينبغي تجنيدها حتى تنفصل أخلاقيّة القديم عن أخلاقيّة الحداثة من أجل الوقوع على الفرص الحقيقيّة لصياغة إطار معرفيّ وسلوكيّ تنشأ داخله المُواطنَةُ قيمةً تقطع مع ما سبقها من تصوّرات. ومن النتائج التي وصلنا إليها أنّ تسرّبات الحداثة إلى البلاد العربيّة كانت في الغالب إمّا مقطّعةَ الأوصال لا ناظمَ لها، أو مُهجَّنَةً بتأويلات شكليّة في التأصيل والأسلمة. وقدّرْنا أنّ هذا المأزق سيستمرُّ في إفساد مشروع المواطنَة قيمةً مُوضْعَنةً وأنّ تجاوزَه لنْ يكونَ إلاّ بتحوّلات كبرى في الوعي بالتناقض الكلّيّ بين إبستميّة الجماعة وأخلاق الطاعةمن جهة وإبستميّة الفرد وأخلاق الحريّة من جهة أخرى.