يتوجّه فكر ميشال دو سارتو نحو بناء تصوُّر للفضاء العمومي وُفقاً لثنائية الاستراتيجية والتكتيكية. هذه الثنائية تَعمل كطريقة داخل الممارسات اليومية للفاعلين في «نظم السلوك الاجتماعي». في عرضِ وجه التضاد بين عالمين مختلفين في البيئة السوسيولوجية، يُحاول دو سارتو أن يُنجز مُقاربة مُقارنة للفضاء العمومي المغاربي باعتباره تكتيكية ونظيره الفضاء العمومي الفرنسي الذي يُعرّفه بأنّه استراتيجية؛ الاستراتيجية كنسق يَرْصُد الممارسات والتمثّلات، والتكتيكية فعل مُقاومة لهذا النسق، ترتادهُ ﻛ«قُبالةٍ» في «مكانٍ خاص». لكن يبدو أنّ «المجتمع بوصفه حقلاً للصراع» هو تعبير عن فكرة الاختلاف حول «رؤية العالم»، عند نقل التمثّلات إلى ممارسات. وهذا ما تعكسه فَرضية توسّع وانتشار الثقافة المغاربية بما هي اختلاف في فرنسا، بالرغم من وجود قَدْرٍ كبير من التفاعل والتواصل يَفرضُه الفضاء العمومي المُهيمن.