تعود أهمية الورقة إلى القراءة التي يقدمها هوبزباوم عن جرامشي: يمكن اعتبار جرامشي رائدا للنظرية السياسية من منظور ثوري. فعبر تأكيده على مفهوم الهيمنة، ينبّهنا جرامشي إلى أن الوصول إلى السلطة ليس نهاية المهام السياسية للثوار، إذ أن عملهم المستمر على تحقيق الهيمنة، أي قبول المجتمع بهم كقادة لا كحكام بالأمر الواقع، هو وحده الكفيل بتجاوزهم ترتيبات الأنظمة القديمة وسيطرتها، أي بناء حصانة ناجعة ضد الثورة المضادة، كما أنه ضروري لبناء مجتمع اشتراكي حقيقي لا تكون فيه الاشتراكية مجرد تخطيط اقتصادي يصاحبه اغتراب سياسي من الجماهير. من جهة أخرى، يشير جرامشي إلى أن خلق الأمة هو المهمة الأولى التي على قوى الثورة أن تنجزها باعتبار الأمة هي وعاء أي مجتمع حديث. من هنا، تظهر مركزية السياسة في فكر جرامشي، باعتبارها عملية الاتصال بين الوعي البشري والعالم الطبيعي والاجتماعي، كما يظهر الدور الذي يمكن أن يلعبه جرامشي في تطوير الوعي السياسي لدى النخب العربية لتجاوز خيبات الثورات العربية ومآزقها.