حينما دعاني عزمي بشارة، إلى إعداد هذا الملف الخاص بالرواية العربية والتحوّلات الاجتماعية والثقافية في ربع القرن الأخير، لم أتردّد في قبول هذه الدعوة، نظرًا إلى معرفتي لأهمية التحوّلات التي انتابت الرواية على امتداد الساحة العربية الواسعة في تلك الفترة الحساسة من تاريخنا العربي المعاصر من ناحية، وإلى وعيي بأن هذه التحوّلات تستحق التوقف عندها ودراستها دراسة تحليلية جادّة من ناحية أخرى. وكان هاجسي الوحيد هو أن الفترة المتاحة لإعداد هذا الملف ليست كافية لإيفاء هذه المهمة حق قدرها. لكن حداثة هذه الفصلية الجديدة، ورغبتها في أن تبدأ بمحاور مهمّة تؤسس لمكانتها في الساحة الثقافية العربية هما اللتان تغلبتا على هذا الهاجس، ودفعتاني إلى الشروع في إعداد تصوّر للقضايا التي أريد للملف أن يتناولها، والأسئلة التي آمل أن يطرحها على الرواية والواقع العربي معًا.