تحاول هذه الدراسة الإمساك بالملامح العامة لمشهد الرواية السودانية في التسعينيات وما بعدها. وقد استُهلّت بعرض مكثف للمسار التاريخي لهذه الرواية التي بدأت في أربعينيات القرن الماضي، ومازالت، إذا ما استثنينا أعمالًا قليلة، قارّة مجهولة بالنسبة إلى القارئ العربي.وحاولت الدراسة تحديد بعض المحاور العامة التي رأت أنه من الممكن أن تشير إلى خصوبة هذا المشهد وحدّة جدله مع الواقع التسعيني، الذي ازداد تأزمًا بقيام انقلاب حزيران/ يونيو 1989 الذي ما زال قائمًا إلى الآن. ومن هذه المحاور التي تسِم رواية ما بعد التسعينيات السودانية: استثمار مختلف تقنيات السرد الروائي في تنبه عميق لخصوصية هذا الجنس السردي؛ بروز السيرة الذاتية كواقع ملامس يتسع للمتخيّل وينهل الروائي منه ويستعير بعض تقنياته، كالإحالة إلى وقائع حقيقية؛ جدل الاشتباك مع الواقع الاجتماعي والاقتصادي؛ اللجوء إلى التاريخ كاستعارة كبرى يفجّر الروائي من خلالها أسئلة الراهن؛ اتخاذ المحلي معبرًا للكوني؛ الاشتغال على المهمَّش والمستبعَد والمكبوت؛ كتابة الجسد؛ بروز ظاهرة الكتابة النسائية على ما طفحت به من إشكالات؛ شعرنة السرد، وغير ذلك من ملامح الرواية السودانية في ما بعد التسعينيات.