تبحث هذه الدراسة في تأويل المرض بوصفه مظهرًا لحياة إيتيقية داخلية وعميقة لوجود متلبّس بالجسد ليقول شيئًا ما عن تلك الحياة التي تختبئ وتتموّه لتُفلت من العلاج بوصفه عقابًا في المنظور الإيتيقي للطب المعاصر، بما يحمله من شرور تتلون بلون العلم وتحاجج بسلطة المعرفة، إذ تصطبغ المنظومة اللغوية للطب بالصبغة الإيتيقية المرض الخبيث والصامت، الموت الرحيم، الورم الحميد، الرعاية الطبية، وهو ما يستدعي الحاجة إلى إعادة فهم السلوك البيولوجي للمرض من خلال هرمينوطيقيا تأويلية تُصغي إلى صوت المرض في تجلّيه الأنطولوجي، أي بوصفه تعبيراً عن وجودٍ للذات خارج حدود البيولوجيا البشرية.