إن الحبابي هو، برأي الباحث، سلفي ينقد السلفية لأنها ناقصة، أي لم تدرِك (ولم يقل: تعادي) دينامية المجتمع الصناعي الغربي، ولم تسعَ الى الانفتاح عليه. و"الشخصانية الإسلامية" الحبابية، عند بنعبد العالي، لم تُبن على تحليل فلسفي، بل على معاناة وجودية ووجدانية بعيدة عن المنطق واللغة الفلسفيَّين. ولكنه يحيِّي، في الأخير، أستاذَه الصارم، ويؤيد تشديده على ترسيخ الترجمة في صف الفلسفة الجامعي، ودوره كعميد لا يساوم على المعايير الأكاديمية، ويشيد خصوصًا بكونه مفكرًا يتجاوز صفةَ الأستاذ الكلاسيكي الجيّد (ونموذجه في ذاكرته أستاذه حينذاك نجيب بلدي)، ليفتح أمام طلابه صورة لنموذج المفكر الحر. وبفضل هذه المواقف أرسى الحبابي في جامعة المغرب أسس كلية حديثة، وأقام شعبة للفلسفة أرادها ندًا للشُّعَب في الجامعات الكبرى الغربية التي درس فيها.