بفعل التحولات التي أفرزتها الثورة التكنولوجية المعرفية المصاحبة للعولمة، كانت المدرسة من أبرز العناصر الاجتماعية التي تعرّضت لتأثيراتها، على اعتبار أنها تُمثِّل قطب الرحى داخل المجتمع فيما يتعلق بوظيفة إعداد وتأهيل أجيال الألفية الثالثة، حتى يتشكّل منتوجها وفق الرهانات الحداثية التي تتطلبها البنية الجديدة لهذا العصر المتغيّر في كل خصائصه وطبيعته، من حيث تمكين هذه الأجيال من امتلاك الكفايات الضرورية لمسايرة الإيقاع السريع لهذه التحولات على اختلاف مستوياتها. هذه المسايرة تقتضي بناء رؤية شمولية لمواكبة التغيرات التكنولوجية والقيمية، تستحضر تحديات الحاضر وتستشعر ضرورات المستقبل، مع ما يرافق ذلك من مقاربة نسقية تضمن نهوض المدرسة المغربية بوظائفها المعرفية والسوسيو-اقتصادية، في تناغم مع ما يعرفه مجتمع المعرفة من تحول مستمر للإسهام في بناء مغرب الغد.