يُمثّل كتاب "إعلان. هذا ليس بيانًا" لأنطونيو نغري ومايكل هاردت واحدًا من أهمّ ما كُتب في الفلسفة السياسية بعد ما يُسمّى الربيع العربي. وفي هذا الكتاب تطفو شبكة من المفاهيم والأدوات المنهجية التي اعتمدها نغري بمعية هاردت لتحليل الإمبراطورية وأشكال السلطة والسلطة المضادة التي تُشكّل عالمنا اليوم وتعيد تشكيله. يُقدّم نغري وهاردت في هذا الكتاب المشترك، والرابع في مسيرتهما، وجهًا آخر للمقاومة، بل وجهًا جديدًا من داخل الإمبراطورية ذاتها: إنه الجمهور الذي يُجسّد تلك الكثرة من الفرادات والذوات المنخرطة في مسار التحرّر من نفوذ إمبراطورية العولمة الجديدة، والذي هو الشكل الميكروسياسي الجديد والوجه الثوري الوحيد القادر اليوم على الثورة، وحركته تكشف عن الرغبة الكبرى للجموع الإنسانية في التحرّر والانعتاق.