إن التزام الكتابة، أو بأسلوب ليوتار، "كتابة الالتزام" مستحيلة، لأنها تفترض "حاضرًا، أي وضعية هي حضور، أي غاية نصل إليها، ومرسلًا إليهم و فعلًا"، لأن مفهوم الوضعية عند سارتر يعني واقعًا نحضر فيه ونبتغي الخروج منه صوب حاضر آخر، أي وضعية أخرى، لكن يتضح الآن أن ليس ثمة وجود لأفراد (نكتب لهم)، أي مرسَل إليهم، يشاركوننا فهمنا للوضعيات التي نعيش، وبالتالي، لن يلتزم قَلَمُنا إلّا بما يراه مناسبًا ويستحق التعبير عنه. لقد اعتقد سارتر أنه يبدأ بالواقع (العام والشامل) في دلالته الفينومينولوجية، أي ما ندركه و نشكّله بوعينا، ثم في دلالته الماركسية، أي ما ينعكس في وعينا، لكنه في الحقيقة لم يكن يبدأ إلّا بـ"حكاية صغرى"، خرافة، هدفها عدم الخلط بين الواقع والخيال. لكن هذه القصة (الوضعية) نفسها التي تريد أن تمثّل أو أن تقدم لنا الواقع هي نفسها خيالية، فسارتر اعتقد حتى في نصوص السياسية أنه يكشف عن الواقع بفعل الكتابة فقط.