الغاية من هذه الورقة هي النظر في جملة المفارقات التي يطرحها مفهوم الشر في ُبُعديه الأخلاقي والسياسي في فكر هّنّه أرندت ،مع استحضار البعد الميتافيزيقي والطبيعي ،على الرغم من أن المستوى الميتافيزيقي الصرف يعالج بشكل خاص في فلسفة الدين ،ويطرح أسئلة من قبيل العدل الإلهي، والقدرة الإلهية، والعناية الإلهية، مع الإشارة إلى التناقض المتعلق بمجالي الحرية والضرورة. وعلى هذا الأساس، استعملنا مصطلح التفاهة الذي بلورته أرندت في كتابها إيخمان في القدس، الذي كان في أصله تقريرا عن تفاهة الشر، إلى جانب مصطلح الشر السياسي الذي يمكن استخلاصه من مجمل تحليلاتها في أسس التوتاليتارية وحياة الروح/الذهن وفي كتاباتها الأخر . وبناء عليه، أمكننا أن نتساءل: ما الذي يدعو إلى طرح سؤال الشر في العالم المعاصر؟ كيف حددت أرندت تفاهة الشر؟ وكيف عالجت مشكلة الشر السياسي؟ وما علاقة الشر السياسي بالأنظمة التوتاليتارية؟