تتناول الدراسة بالبحث مقاربة ريتشارد رورتي البراغماتية التي جعلها تتماشى مع تطلعاته على المستويين السياسي والأخلاقي، وذلك حالما يجري التخلص من الإشكالات التقليدية لنظرية المعرفة، باعتبارها تقوم على ادعاء مفاده تأسيس مشروعية المعرفة من خلال تبيان ما ينتمي إلى حقل الموضوعية وما لا ينتمي إليه. وتتأسس إشكاليّة الدراسة على التساؤلات الآتية: هل تقتصر وظيفة الفلسفة على النظر إلى مشروعية الأفكار استنادًا إلى موضوعيتها؟ ألا يمكن تحويل مسار الفلسفة إلى ما بعد النظرية، أو ما يصطلح عليه بالدراسات ما بعد الموضوعية؟ وما المكانة التي يمكن أن تشغلها الفلسفة في الممارسة الإنسانية؟ وكيف يمكن تخليص فعل التفلسف من معضلات التأسيس النظري القائم على ثنائية الذات والموضوع اللذين يتوسطهما المنهج، بالانعطاف ناحية الفعل الإنساني في مجابهته للإنساني ذاته؟ يساعدنا هذا النمط الجديد من التفلسف، الذي يقدمه رورتي، في تغيير نظرتنا إلى الممارسة الفلسفية، وإلى المفاهيم التقليدية المرتبطة بها، وبالأخص مفهوم الموضوعية.