تتناول هذه الدراسة مشكلة التربية في ظل تهديد الأنثروبوسين من جرّاء هيمنة الحضارة التكنولوجية على كل مناحي الحياة، وذلك من خلال استثمار تصور هانس يوناس لإيتيقا المسؤولية من أجل إبراز معالم مقاربة تربوية جديدة تتجاوز حدود النموذج الديمقراطي للتربية، وتستجيب لشروط الحياة الإنسانية المعاصرة التي تقع تحت نير التهديد التكنولوجي. وتتّبع البشرية اليوم نماذج تربوية متعددة ومتباينة: تقليدية وحديثة، لا تنفصل عن المشروع المجتمعي الذي يؤطرها، غير أن أي نموذج تربوي لا يكتسب قيمته سوى من تطبيقاته العملية ونتائجها وإجاباته عن الإشكالات المجتمعية والوجودية للكائن البشري. لهذا، فإن نقد النموذج الديمقراطي للتربية نابع من عجز هذا النموذج عن رفع التحدي التقني.