الصحة والإيتيقا: النضج الأخلاقي للممارسة الطبيّة

​تهدف هذه الدراسة إلى تحديد المنظور الإيتيقي للصحة، من أجل الوصول إلى المنابع الأخلاقية التي يتدفّق منها المُعطى الإنساني الذي تتشكّل فيه مادّة الصحّة، بوصفها مكانًا يختفي فيه وَضْعُها الأخلاقي الحقيقي والمعنى الأصلي لما يجب أنْ يكون محفوظًا من صحتنا؛ ما يدفع إلى تفعيل الأسئلة الفلسفية الكاشفة عن ماهية الصحة من وجهة نظر إيتيقية، في مقابل تحليل ظاهرة المرض، من خلال بحث مفهومَي الصحة والمرض في نُضجهما الإيتيقي، بتحليل المحدّدات الأساسية للمرض التي من خلالها تتشكّل رؤيتنا الأخلاقية للصحة. يمكننا تحديد تصوّرين أساسيين لمفهوم الصحة، تبعًا لتصوّر المكان الذي تستند إليه في نمط وجودها: الصحة في التصوّر الأنطولوجي؛ أي الكشف عن التجربة الأنطولوجية لحياة المريض، والصحة في التصوّر الوظيفي؛ أي الاستدلال على الصحة من خلال أهدافها الحيوية. إنّ المشكل الإيتيقي المرتبط بميدان الصحة العمومية هو نمطُ التدخّلات التي تمارسها تلك المهمات (المراقبة، الحماية، الوقاية، الترقية) في الحدود التي تُعتبَر حقوقًا إنسانية، كما يرتبط بمدى إضفاء الطابع الإنساني على حوار الطبيب والمريض، وإضفاء الطابع الأخلاقي على الاستماع الطبي، ثمّ نصِلُ إلى اعتبار الصحة المعاصرة صحةً مُزمِنة، أي صحة ناتجة من ترسيخ النموذج العلاجي للصحة عبر إضفاء الطابع الطبي على الحياة.

حمّل المادة حمّل العدد كاملا الإشتراك لمدة سنة

ملخص

زيادة حجم الخط

​تهدف هذه الدراسة إلى تحديد المنظور الإيتيقي للصحة، من أجل الوصول إلى المنابع الأخلاقية التي يتدفّق منها المُعطى الإنساني الذي تتشكّل فيه مادّة الصحّة، بوصفها مكانًا يختفي فيه وَضْعُها الأخلاقي الحقيقي والمعنى الأصلي لما يجب أنْ يكون محفوظًا من صحتنا؛ ما يدفع إلى تفعيل الأسئلة الفلسفية الكاشفة عن ماهية الصحة من وجهة نظر إيتيقية، في مقابل تحليل ظاهرة المرض، من خلال بحث مفهومَي الصحة والمرض في نُضجهما الإيتيقي، بتحليل المحدّدات الأساسية للمرض التي من خلالها تتشكّل رؤيتنا الأخلاقية للصحة. يمكننا تحديد تصوّرين أساسيين لمفهوم الصحة، تبعًا لتصوّر المكان الذي تستند إليه في نمط وجودها: الصحة في التصوّر الأنطولوجي؛ أي الكشف عن التجربة الأنطولوجية لحياة المريض، والصحة في التصوّر الوظيفي؛ أي الاستدلال على الصحة من خلال أهدافها الحيوية. إنّ المشكل الإيتيقي المرتبط بميدان الصحة العمومية هو نمطُ التدخّلات التي تمارسها تلك المهمات (المراقبة، الحماية، الوقاية، الترقية) في الحدود التي تُعتبَر حقوقًا إنسانية، كما يرتبط بمدى إضفاء الطابع الإنساني على حوار الطبيب والمريض، وإضفاء الطابع الأخلاقي على الاستماع الطبي، ثمّ نصِلُ إلى اعتبار الصحة المعاصرة صحةً مُزمِنة، أي صحة ناتجة من ترسيخ النموذج العلاجي للصحة عبر إضفاء الطابع الطبي على الحياة.

المراجع