تسعى هذه الدراسة لتوسيع النقاش حول ضرورة إيجاد تنشئة سياقية عربية مستقلة لمنظومة أخلاق البحث العلمي، تتلاءم وتطلعات المجتمعات في العالم العربي وأولوياتها المعرفية. وتدافع الدراسة عن الحاجة إلى إنشاء منظومة سياقية تُجنب العبء الاستعماري والمركزية الأوروبية، وتنطلق نحو منظومة أخلاقية تشكل مكونًا عضويًا في العلم تضمن قيام عملية إنتاج المعرفة بخدمة المجتمع والإنسانية، وتتجاوز علاقات الهيمنة التي لا تزال تكبل إنتاج المعرفة في العالم العربي. كما تعمد إلى الدفاع عن تصورٍ تغدو الممارسة الأخلاقية في العلم، بموجبه، ممارسة عقلانية، قادرة على حفظ الكرامة الإنسانية، وصون الحرية والعدالة. وتدمج الدراسة نقاش هذه القضايا بنقاش عمليات المراجعة الأخلاقية التي تفرضها أخلاق البحث العلمي، وتناقش أهمية المراجعة الذاتية ومركزيتها، والحاجة إلى المراجعة المستقلة والممأسسة. وتعالج التوترات المفاهيمية والعملية المرتبطة بها، والإجراءات والقيود، والشروط، والمحاذير المرتبطة بهذه العملية.