ليس من العسير فهم المبررات التي جعلت من جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) أزمة مركّبة في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والصحية، نظرًا إلى حجم التحولات التي أحدثتها سياسات حظر التجوُّل والتباعد الاجتماعي، إضافة إلى فرضها عبئًا كبيرًا على أنظمة الرعاية الصحية العامة. لكنّ فهم البُعد الفلسفي لهذه الأزمة يبقى محلًّا للسؤال؛ إذ شهدت الساحة الفلسفية، بالتزامن مع الجائحة، حيويةً غير مسبوقة على صعيدَي الكتابة والقراءة. يَحدُث ذلك بعد أن أمضت الفلسفة زمنًا طويلًا على هامش طاولة العلوم الاجتماعية والإنسانية، فلماذا أعادت الجائحةُ الفلسفةَ إلى بؤرة الاهتمام؟ وكيف يُمكن فهم تَفتُّح القريحة الفلسفية لدى جمهور كثير من البشر؟ قد نجد إجابة عن هذين السؤالين في بحث السؤال التقليدي عن أصل الفلسفة.