تُعنى هذه الدراسة بالتنقيب في النتاج الفلسفي للمفكر المصري عبد الرحمن بدوي (1917-2002)، بُغية الكشف عن ماهية مقولتي العدم والزمان في فلسفته، ومن أجل تحليل طبيعة العلاقة بينهما على اعتبار أنها شكلت الناظم الرئيس في تكوين رؤيته لبنية الوجود. لذا تتوزع على ثلاثة أجزاء رئيسة، حيث تعالج في الجزء الأول تحليل بدوي لإشكالية العدم وسياقات تناولها تاريخيًا، إضافةً إلى الرابط ما بين العدم من جهة ومفاهيم الفردية والحرية والإمكان من جهة ثانية، ثم تنتقل في الجزء الثاني إلى تحديد تركيبة الوجود في فلسفته وموقع كل من الزمان والعدم فيها، أما في الجزء الثالث فتناقش طبيعة النقد الذي وجهه المفكر المغربي محمد عابد الجابري إلى آلية تلقي بدوي للفلسفة الوجودية الأوروبية في سياق الفكر العربي.