الغاية المقصودة من هذه الدراسة تعريفُ المدرسة في العصور الإسلامية تعريفًا من شأنه الوقوف على ماهية هذا المفهوم الملتبس الذي تعرّض للكثير من التشويه والذي يُستعمل استعمالات مغلوطة. إنها محاولة لمراجعة التعريفات المتداولة التي لا تزيده إلّا غموضًا واضطرابًا؛ لأنها تعريفات بالجنس لا ترقى إلى مستوى التعريف بالفصل؛ أي لا تُنبئُنا عن خصوصيته ولا تجيبنا عن سؤال: أي شيء هو في جوهره؟ ومعالجةً لإشكالية التسمية، واعتمادًا على مقاربة لغوية مفاهيمية، سنسعى إلى بيان التعالق بين المنطوق اللغوي والمفهوم الاصطلاحي لمُسمّى "المدرسة" بغرض تأكيد أن ما يميزها ويفصلها، بالمعنى المنطقي، عن المؤسسات الأخرى، خاصية واحدة هي التدريس ولا شيء غير ذلك، معتمدين، من أجل ذلك وعلى نحو خاص، على مجموعة من كتب التراجم والمناقب والطبقات في العصر الوسيط الإسلامي.