لا تعرف الرواية سلطة لغة واحدة، تؤول مباشرة وبطريقة بسيطة إلى "الروائي"، بل تعدد اللغات المرتبط بتعدد الشخوص الروائية وتصادم وجهات نظرها حول العالم. ففي هذا الإطار، إن مستويات التعدد اللغوي، لا تظهر فاعليته وإجرائيته في لغة الرواية، إلا إذا صيغ بطريقة حوارية، أي بوساطة نقل ملفوظات الآخرين، وإعادة إنتاج اللغات السائدة في المجتمع. وينعكس ذلك على أسلوب الرواية: فعندما تنقل الرواية كلام الشخوص الروائية، أو تتخللها أجناس تعبيرية، فإنها تمكن الروائي من إنجاز سرد ثنائي الصوت، يخلص الرواية من السرد الأحادي الصوت والنبرة. لذلك يمكننا الذهاب إلى أن تنوع اللغات وتعدد الأساليب في الرواية، لا يصبح تعددًا لغويًا، بالمعنى الباختيني، إلا إذا شخّص تشخيصًا حواريًا.