يعد تدنّي المكانة والعوض المادي لدى المشتغلين العرب بالإنسانيات والاجتماعيات والفنون حالةً إشكالية. ولتفسيرها، تُوضَّحُ الأسباب التي وزَّعت المهن في الهرم الاجتماعي في تاريخ التحضر، فيُستنبَط منها قانون لقيمة المهن بحسب الحاجات التي تُشبِعها. ويُعلّل تهميش الدور الإنتاجي لتلك الفئة باحتكار الشؤون الإدارية سلطويًا والشؤون القيمية دينيًا وحِزبيًا. وتُشرَحُ مُنتَجاتُ "المعلّم، والباحث الاجتماعي، والفنان"؛ فمن الأول "سادوس" مهارات اللغة والمنطق والتفلسف والتخلُّق ضمن معطيات العلوم والتُراثات، ومن الثاني الدراسة والإنصاف لـ "حوامل الهوية العشرة" (كالقرابة والجنوسة والطبقة)، ومن الثالث إبداع السرديات والعوالم السمعية – البصرية، لتوليد سوق لاستهلاك الخيال والمتع. وفي تهميش المِهن الثلاث دلالة على قصور التحديث، وهو ما يُضعِف المواطنة، ويُسهم في التطرف.