عاد الدين في الآونة الأخيرة ليسيطر على النقاشات العمومية، كقضية شأن عام بعد أن كان شأنا خاصا، مستبعدا ومحروما من الحديث والتعبير عن نفسه بداية من عصر الأنوار... اليوم بات لزاما دراسة السلوك التديني للمواطن ومعرفة أثره على الفضاء العام، ورصد مساهمته في إنتاج سلوك المؤمن. فالإيمان لم يعد مسألة اعتقاد وكفى بل أضحى سلوك وفعل اجتماعي. وعليه؛ وجدنا من القمين دراسته من الداخل في جذوره ومنابع النفسية قبل أن يتحول إلى سلوك. وأسعفنا في هذا الفيلسوف الوجودي سورين كيرككورد(1813-1855) الذي اهتم بمقاربة الدين نفسيا ووجوديا أي من خلال المتدين لا من جانب خطابه كما الحال مع المقاربة الهرمونيطيقية أو من مظاهره مع المقاربة الفينومينولوجية.وينقسم المقال إلى مقدمة وخمس محاور ثم خاتمة. المحور الأول رصد تحول الكنيسة من رسالة روحية إلى مؤسسة شعائرية. بينما المحور الثاني ساق أسس التدين ومنطلقاته وهما الخوف والرعدة. فيما المحور الثالث نظر في محددين التدين أي الموت اللانهائي والحياة النهائية.بالإضافة إلى محور رابع تابع علاقة فعل التكرار باليأس. قبل أن ينتهي المحور الخامس لفتح أفق الحوار بين هيجل وكيرككورد.