لا تحظى كتابات العروي بالمتابعة والاهتمام الأكاديمي بالنظر إلى المواضيع والمفاهيم العميقة التي يختار مقاربتها فحسب، وإنما كذلك بفضل تنويع الطرق التي يسلكها في تصريف اهتماماته الفكرية التي تتجاوز شغفه بالتاريخ، الذي يعتبره "فنا قبل أن يكون علما، ورواية قبل أن يكون مقالة تحليلية" ، لتستدعي السياسة والاجتماع والفلسفة، وغيرها من المجالات الإنسانية التي تسعفه في أبحاثه والإجابة عن تساؤلاته. ولئن اختلفت إصداراته العلمية، من حيث مضمونها ومنهجيتها، فالملاحظ أنها تكاد تنقل حرصه على الكتابة في إطار نسق نظري يتميز بوحدة المتن والإنتاج الفكري الهادف إلى فهم الذات والواقع، لعلّ من ينتمي إلى العالم العربي يفكّر ويتأمل في الوضعيات المحدِّدة لوجوده الفردي والجماعي، على أمل تطويرها، وجعلها تتناسب ورهانات التحديث.