قدّم برهان غليون خطابًا متميزًا، كرّسه برمّته لنقد الحداثة العربية بشكل عام وللدولة العربية الحديثة بشكل خاص، في خضم المراجعة الفكرية الكبرى التي فرضتها شناعة هزيمة حزيران القومية على المفكرين العرب، فشق لنفسه خطًا يتعارض مع التفسيرات السائدة. ووجّه، خلافًا للحداثيين الذين أرجعوا الأزمة إلى سيطرة التراث والتقليد ،والتراثيين الذين أعادوها إلى تخلِّ الحداثيين عن التراث والهوية والدين، مبضع نقده إلى استراتيجية التحديث نفسها التي عملت عليها الدولة العربية الحديثة «عمليًا » والنخب الحداثوية «نظريًا »، وقادت الجميع إلى كارثة.