تعالج هذه الدراسة من خلال معاينة ترجمة روسّو إلى العربية قضية الترجمة برمّتها، انطلاقًا من كون الترجمة ليست مشروطة، فقط، بذات المترجم واجتهاده في التأويل ووضعه الخاص قُبالة أثَر بلسان أجنبي، بل إن هذه «الوحدة المفكرة والكاتبة » مشروطة أيضًا بحاملها البنيوي «المتطور » باطّراد مع تراكم المعارف وتحوّلاتها النوعية. وضمن تصور للجنس الأدبي والمعرفي للنص وأثره في ترجمته المنصفة.وتحوز الدراسة أهميتها من اعتنائها بترجمة الأثر الفرنسي، كون اللسان الفرنسي من بين الألسن الأوروبية التي احتك بها، أولا ، رواد النهضة اللغوية والأدبية والفكرية في البلاد العربية، وكان روسُو، كذلك، من أول أعلام الغرب الذين استقبلهم العرب، فكيّفوا لغتَه في لغتهم، ورمزيتَه في رمزيتهم، وفكرَه في فكرهم وثقافتهم، مع الاعتناء في الدراسة، على وجه الخصوص، بنصوص العقد الاجتماعي، وخطاب في أصل التفاوت وأسسه بين الناس، والاعترافات.