تقدّم الورقة قراءةً لحوادث الربيع العربي ،و استشرافًا لمستقبله على أساس الربط بينه وبين بعض الأفكار الحديثة في فلسفة العدالة، كما تستعرض بعض جوانب فكرة العدالة في التراث العربي، لتميّز بين ما يبدو صالحًا للاستمرار اليوم وما يبدو قابلاً للتجاوز، مع تشديد على أنَّ فكرة العدالة في التراث العربي كانت مطروحة بمعزل عن مبدأ الحرية. وتناقش الورقة في إثر ذلك الإمكانات المستقبلية للربيع العربي، تلك الإمكانات التي تراوح بين أن يمثّل هذا الربيع بداية حركة كونية لمواجهة العولمة الحالية القائمة على مبادئ ظالمة، فيصبح بذلك نموذجًا مرجعيًا لتحقيق العدالة والحريّة بين الشعوب، وبين أن يتجه إلى الانغلاق وتفعيل النمط التقليدي للعدالة المنفصلة عن الحريّة، أو العدالة على حساب الحريّات.