الهوية المضطربة في خارج المكان :لإدوارد سعيد

​تسبر هذه الدراسة ما تنطوي عليه السيرة الذاتية التي كتبها إدوارد سعيد من أبعاد متعدّدة: بُعد فكري، تمثّل في رصد سعيد تجربته التعليمية، واسترجاع مساره الثقافي وإبراز مدى تورّطه في تجربة الكتابة، وبيان مدى قدرته على المزاوجة بين انتمائه إلى ثقافة مهمّشة وشعب مضطهد وبين ممارسة الوعي النقدي لتفكيك بنى الثقافة الغربية وكشف مضمراتها وتوجّهاتها، وبلورة منهجه النقدي الذي دعاه «النقد الطباقي »؛ وبُعد وجودي، يتمثّل في الرغبة في الانتصار المجازي على شبح الموت المؤرّق بسبب الإصابة بالسرطان؛ وبُعد وطني، تتفاعل فيه سيرة الفلسطيني الذاتية مع القضية الوطنية في مختلف مراحلها ومحطاتها حرصًا على تشخيص آلام الشعب الفلسطيني وآماله وإبراز مدى سعيه إلى تحقيق أهدافه. كما يقف بين دوافع الباحث إلى مقاربة خارج المكان بيان ما تحفل هذه السيرة من مقوّمات فنية وقضايا فكرية تُبرز ذلك الأثر القوي الذي تركه في هوية سعيد المركّبة والمتحولة ترحاله بين فضاءات متعدّدة، ومعايشته ثقافات وحركات مختلفة، وتشبّعه بالقيم الإنسانية الكونية إلى جانب تشبّعه بهويّته الفلسطينية، فضلا عن هويّات جزئية متعدّدة أخرى تجعل من هويّته الجامعة ذلك الكلّ المركّب والمضطرب الذي صاغته تجربة المنفى وما تحمّله من غربة فكرية وتمزّق ثقافي وقلق وجودي.

حمّل المادة حمّل العدد كاملا الإشتراك لمدة سنة

ملخص

زيادة حجم الخط

​تسبر هذه الدراسة ما تنطوي عليه السيرة الذاتية التي كتبها إدوارد سعيد من أبعاد متعدّدة: بُعد فكري، تمثّل في رصد سعيد تجربته التعليمية، واسترجاع مساره الثقافي وإبراز مدى تورّطه في تجربة الكتابة، وبيان مدى قدرته على المزاوجة بين انتمائه إلى ثقافة مهمّشة وشعب مضطهد وبين ممارسة الوعي النقدي لتفكيك بنى الثقافة الغربية وكشف مضمراتها وتوجّهاتها، وبلورة منهجه النقدي الذي دعاه «النقد الطباقي »؛ وبُعد وجودي، يتمثّل في الرغبة في الانتصار المجازي على شبح الموت المؤرّق بسبب الإصابة بالسرطان؛ وبُعد وطني، تتفاعل فيه سيرة الفلسطيني الذاتية مع القضية الوطنية في مختلف مراحلها ومحطاتها حرصًا على تشخيص آلام الشعب الفلسطيني وآماله وإبراز مدى سعيه إلى تحقيق أهدافه. كما يقف بين دوافع الباحث إلى مقاربة خارج المكان بيان ما تحفل هذه السيرة من مقوّمات فنية وقضايا فكرية تُبرز ذلك الأثر القوي الذي تركه في هوية سعيد المركّبة والمتحولة ترحاله بين فضاءات متعدّدة، ومعايشته ثقافات وحركات مختلفة، وتشبّعه بالقيم الإنسانية الكونية إلى جانب تشبّعه بهويّته الفلسطينية، فضلا عن هويّات جزئية متعدّدة أخرى تجعل من هويّته الجامعة ذلك الكلّ المركّب والمضطرب الذي صاغته تجربة المنفى وما تحمّله من غربة فكرية وتمزّق ثقافي وقلق وجودي.

المراجع