أكد بعض الفلاسفة أن "الفلسفة والديمقراطية
لا تشتركان فحسب في أصلهما، ولكن وجودهما ذاته وجود مشترك". لهذا ذاع التفسير
السياسي لنشأة الفلسفة التي طالما طرحت مسألة ظهورها في إغريقيا القرن السادس،
بالنظر إلى الإصلاحات السياسية التي انطلقت من تعديلات سولون وأثمرت، في فترة حكم
بريكليس. ولئن قبلنا هذه الأطروحة، لأنها تحوي كثيرًا من الصدق والتاريخ، فإن
مشكلات كثيرة أُخرى ستظهر بسبب القلاقل التي طفت على السطح بين الحكمة والمدينة،
أو بين الفلسفة والديمقراطية. ومن أجل هذا تناولنا، بالتحليل والفحص والمقارنة
والنقد والاستنتاج، عددًا كبيرًا من النصوص الفلسفية التي درست المشكلة. وهذا كلّه
أُدرج تحت المشكلة التالية: كيف تمظهرت، عبر التاريخ الإغريقي بصورة خاصة، مسألة
العلاقة بين الفلسفة والديمقراطية ؟ وما هي امتدادات هذه العلاقة القلقة في العصور
اللاحقة؟