لعلّ ما تسعى هذه القراءة في كتاب موت الناقد إلى القيام به هو الاقتراب من طبيعة المشكلة التي ينشغل الناقد بدراستها، وتناولها بالفحص والتحليل والمناقشة، مستحضرين التحولات التي ما فتئ الخطاب النقدي المعاصر يعرفها، ليس فقط على مستوى العاقة بالمؤلف والنص والقارئ، وإنما كذلك في ما يخص وظيفته في المجال العام. لذلك، فإن القراءة لا تتقصّد تتبّع فصول الكتاب المختلفة تتبّعًا يكتفي بتلخيص وعرض ما يطرحه المؤلف من أفكار، لأن مثل هذه القراءة لا تكون سوى شرح لما شيده المؤلف من تصورات، وهذا إجراء قد لا يؤمّنُ لها الانتساب إلى القراءات التي تنجح في فهم أطروحة الكتاب وتأويلها من خلال استعمال الأدوات المنهجية والنقدية استعمالً ملائمًا يبتعد عن التجريد والتهويم، ويُمكّن من تخصيب الأسئلة وتحيينها.