تنهض رؤية هذه الدراسة على نظرية ما بعد الكولونيالية كما طوّرها منظّروها ابتداءً من الربع الأخير من القرن العشرين، معتمدةً على مفهوم التمثيل باعتباره فعلًا سياسيًا بامتياز، وهو المفهوم المركزي الذي مهّد له إدوارد سعيد في كتابه الاستشراق. غير أن الناقد الهندي الأصل هومي بابا، طوّر، في معرض نقده إدوارد سعيد، مفاهيم كثيرة، كالهجنة والتجاذب والاختلاف الثقافي والترجمة الثقافية والفضاء الثالث. ورغم الانتقادات التي وُجّهت إلى هذا المفهوم الأخير، أي الفضاء الثالث، فإنه يبقى من أهم المفاهيم التي أتى بها هومي بابا، وهو المفهوم الذي ستعتمد عليه هذه الدراسة بشكل مركزي.